تبل والأرض موبولة (?). قال الأخفش: ومنه قوله تعالى: {أَخْذًا وَبِيلًا} [المزمل: 16]، أي شديدًا (?)، وضرب وبيل وعذاب وبيل؛ أي: شديد، وقال البعلي (?): قالوا للمطر الذي يعظم شأنه ويعم نفعه وابلون.
قوله: "وتهتان التجاويد" التهتان بتاءين مثناتين من فوق مفتوحتين بينهما هاء ساكنة؛ نحو من الديمة. قال أبو زيد (?) وأنشد (?):
يَا حَبَّذَا نَضْحُك بِالمشافر ... كأنَّه تَهتَانُ يَوْم مَاطِر
من الرجز، وقال النضر بن شميل (?): التهتان مطر ساعة ثم يفتر ثم يعود، وأنشد للشماخ (?):
أَرْسَلَ يَوْمًا دِيمةً تهْتَانَا ... سيلِ المتان يَمْلأُ القُربَانَا (?)
والتهتان ها هنا مصدر على وزن تَفْعَال بفتح التاء للمبالغة كالتَرْدَاد والتَجْوَال، وكل ما جاء من هذه الصيغة فهو بالفتح إلَّا كلمتين جاءَتَا بالكسر وهما: تِبيَان وتِلْقَاء (?)، يقال: هتن المطر والدمع يهتن هتنًا وهتونًا وتهتانًا إذا قطر، وسَحَابٌ هاتِنٌ وسَحَائِبُ هُتَّن نحو: رَاكِعٌ وَرُكَّعٌ، وسحاب هَتُون، والجمع هُتُن مثل عمود وعُمُدُ، و "التجاويد" أصله: الأجاويد جمع: أجواد، جمع: جود وهو المطر، والمعنى: وقطر الأمطار.