يمدح به عبد اللَّه بن الزبير - رضي الله عنه -، ويقال: قائله هو علقمة بن عبدة، وقبله (?):
1 - تَعَاليتَ أَنْ تُعزَى إلَى الإنْسِ خُلَّةً ... وللإنْسِ مَن يَعزُوكَ فَهْوَ كَذُوبُ
وهما من الطويل.
قوله: "تعاليت" يعني: تعاظمت، "أن تعزى" أي: تنسب، قوله: "خلة" أي: خصلة، وهو نصب على التمييز، قوله: "لملأَكٍ" بالهمزة؛ لأن الشاعر أخرجه على الأصل؛ لأن أصل ملك: ملأك، حذفت منه الهمزة للتخفيف، ولكن الهمزة كانت قبل اللام؛ لأنه من الألوكة وهي الرسالة (?)، فأخرت بعد اللام ليكون طريقًا إلى حذفها؛ لأن الهمزة متى سكن ما قبلها جاز حذفها وإلقاء حركتها على ما قبلها (?)، قوله: "يصوب" بمعنى: ينزل؛ كذا قاله الجوهري والأعلم واللخمي والواحدي وغيرهم (?) من صاب يصوب صوبًا، أصل صاب صوب قلبت الواو ألفًا، ويقال معناه: يقصد من صاب إذا قصد؛ لأن على التفسير الأول يلزم التكرار فافهم.
الإعراب:
قوله: "ولست": عطف على ما قبله من البيت المذكور، والتاء اسم ليس، وخبره محذوف تقديره: ولست معزوًّا لإنسي، وحرف الجر يتعلق بالمحذوف، قوله: "ولكن" للاستدراك، وقوله: "لملأك" يتعلق بمحذوف تقديره: ولكن أنت معزو لملأك، قوله: "تنزل": جملة من الفعل والفاعل وقعت صفة لملأك، و "من جو السماء" يتعلق به، قوله: "يصوب": جملة وقعت حالًا من ملأك.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "لإنسي" فإن بعضهم احتج به على أن الياء في أناسيّ ليست بدلًا من النون كما ذكرنا في البيت السابق، وإنما الأناسي جمع إنسي، والأناسين بالنون جمع إنسان، والقول بهذا أحسن من الذهاب إلى أن الأناسي أصله: الأناسين، وأن الياء مبدلة من النون، وأن هذا البدل لازم أو غير لازم، وفيه نظر، وذلك لأنه لو كان الأناسي جمع إنسي لكان يجوز أن يقال في