من الثلاثي الساكن العين غير معتلها ولا مدغمها وكانت فاؤه مفتوحة لزم فتح عينه (?).
وحُمِّلْتُ زَفْرَاتِ الضُّحَى فَأطَقْتُهَا ... وَمَا لِي بِزَفْرَاتِ العَشِيِّ يَدَانِ
أقول: قائله هو أعرابي من بني عذرة، وهو من قصيدة طويلة من الطويل، وأولها هو قوله (?):
جَعَلْتُ لِعَرَّافِ اليَمَامَةِ حُكمَهُ ... وعَرَّافِ نَجْدِ إِنْ هُمَا شَفَيَانِي
قوله: "زفرات الضحى": جمع زفرة؛ من زفر يزفر إذا أخرَج نفَسَه بأنين، وهو من باب ضرب يضرب، وإنما أضاف الزفرات إلى وقتين أولهما: أول النهار، وآخرهما: آخر النهار؛ لأن من عادة المتيم أن يقوى الهيام فيه في هذين الوقتين [ولهذا ينقطع عن الأكل لأن الأكل يكون غالبًا في هذين الوقتين] (?).
قوله: "فأطقتها" من الإطاقة وهي القدرة، وأراد بقوله: "يدان" القوة لأن اليد يعبر بها عن القوة في كثير من المواضع، والتثنية للتأكيد ولإقامة القافية؛ لأنها نونية.
الإعراب:
قوله: "وحملت" على صيغة المجهول، أراد: كلفت، وهي جملة من الفعل والمفعول النائب عن الفاعل، قوله: "زفرات الضحى": كلام إضافي منصوب على المفعولية.
قوله: "فأطقتها": جملة من الفعل والفاعل والمفعول معطوفة على قوله: "حملت"، وقوله: "وما" بمعنى ليس، وقوله: "يدان" اسمها، وقوله: "لي" مقدمًا خبرها.
وقوله: "بزفرات العشي" يتعلق بمحذوف تقديره؛ وليس لي يدان مطيقتان بزفرات العشي، وإنما اعترف بإطاقة زفرات الضحى دون زفرات العشي؛ لأن وقت العشي أول وقت من الأوقات المستقبلة لليل التي يحصل فيها الهدوء والسكن واجتماع الأفكار والانقطاع عن