كل خطاب يغلظ فيه على المخاطب.

وحكى علي أبو الحسن بن الأخضر (?) أن العرب كانت تستحسن. لا أبا لك، وتستقبح: لا أم لك؛ لأن الأم مشفقة ضانة، والأب جائر مالك، قوله: "لا يلفينكم": من ألفى إذا وجد، قال تعالى: {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَا الْبَابِ} [يوسف: 25]؛ أي: وجداه (?).

قوله: "في سوأة" بفتح السين وسكون الواو وفتح الهمزة، وهي الفعلة القبيحة، والخطاب في ذلك إلى قومه، ويقول لهم: انْهَوْهُ عن شتمي ولا تساعدوه على ذلك، فإن لم تفعلوا ألفاكم في سوأة من هجوي إياكم، فلما توعّد جرير قوم عمرو بن لجأ في شعره التقدم أتَوْا بِهِ موثوقًا وحكموه فيه، فأعرض عن هجوهم.

الإعراب:

قوله: " [يا تيم] (?) يا: حرف نداء، وتيم: بالنصب منادى مضاف مع تأكيده، وحذف المضاف إليه من الأول لدلالة الثاني عليه، وتقديره: يا تيم عدي تيم عدي، قوله: "لا أبا لكم" لا لنفي الجنس، "وأبا لكم"، نصب اسمها تشبيهًا له بالمضاف، وقيل: إنه مضاف.

قوله: "لا يلفينكم" لا نهي، "ويلفينكم": في موضع جزم بالنهي لأنه مبني لدخول النون الثقيلة عليه، فلذلك حكم على الموضع بالجزم، والكاف والميم مفعول بهما، و"عمر": فاعله، والنهي في اللفظ واقع على عمر، وفي المعنى واقع عليهم، ويروى: لا يوقعنكم.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "يا تيمُ تيمَ عدي" فمذهب سيبويه في هذا الباب إذا نصبهما جميعًا أن يكون الثاني مقحمًا، ويجوز أن يكون تيم الأول مضمومًا على أنَّه منادى علم، والثاني بدلًا من الأول، أو عطف بيان، أو منادى مضاف، وحذف المضاف إليه لدلالة الثاني عليه، والتقدير: يا تيم عدي يا تيم عدي؛ كما ذكرنا فحذف الأول، ويكون تيم الثاني على ما قدمنا من النداء أو البدل أو عطف البيان أو على إضمار: أعني (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015