الشاهد السادس والثلاثون بعد التسعمائة (?)، (?)

يا أَبْجَرَ بْنَ أَبْجَرٍ يَا أنْتَا ... ...................................

أقول: قائله هو الأحوص، وتمامه:

............................. ... أَنْتَ الَّذِي طَلَّقْتَ عَامَ جُعْتا

قَدْ أَحْسَنَ اللهُ وَقَدْ أسَأْتَا ... فَأَدّ رِزْقَهَا الَّذِي أَكَلْتَا

وهو من الرجز المسدس، والمعنى ظاهر.

الإعراب:

قوله: "يا أبجر" يا حرف نداء، وأبجر: منادى، و"ابن أبجر": صفته، وقد علم أن المنادى إذا وصف بابن، والابن بين العلمين، بُني المنادى مع الابن علي الفتح؛ كما تقول: يا زيد بن عمرو، وهاهنا كذلك.

وإن لم يقع بين علمين ترك المنادى على ضمه ونصب الابن؛ كما تقول: يا زيدُ ابنَ أخينا.

الاستشهاد:

في قوله: "يا أنتا" فإن يا حرف نداء، وأنت منادى، وأنت ضمير رفع، وحق المنادى أن يكون منصوبًا؛ فلذلك حكم بشذوذه.

وقال أبو حيان (?): وأما "يا أنتا" فشاذ؛ لأن الموضع موضع نصب، وأنت ضمير رفع، فحقه ألا يجوز؛ كما يجوز في: إياك، لكن بعض العرب قد جعل بعض الضمائر نائبًا عن غيره؛ كقولهم: رأيتك أنت، بمعنى: رأيتك إياك، فناب ضمير الرفع عن ضمير النصب، وكذلك قالوا: يا أنتا، والأصل: يا إياك، وقد يقال: إن يا في: يا أنتا حرف تنبيه، وأنت مبتدأ، وأنت الثانية!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015