تأكيد لفظي، والخبر هو الموصول، وهو قوله: "الَّذي طلقت عام جعتا"، وهذا أَوْلى من ادعاء نداء المضمر بصورة المرفوع وجعله شاذًّا.
وقال ابن عصفور: لا ينادى مضمر إلا نادرًا، والأسماء كلها تنادى إلا المضمرات، أما ضمير الغيبة وضمير التكلم فهما مناقضان لحرف النداء؛ لأن حرف النداء يقتضي الخطاب، ولم يجمع بين حرف النداء والضمير المخاطب؛ لأن أحدهما يغني عن الآخر؛ فلم يجمع بينهما إلا في الشعر مثل قوله:
يا أقْرَعُ بنُ حَابِسٍ يا أنتا ... أنت الَّذي طَلَّقْتَ عَامَ جُعْتا
فمنهم من جعل يا تنبيهًا، وجعل أنت مبتدأ، وأنت الثاني إما توكيدًا أو مبتدأ أو فصلًا أو بدلًا. انتهى (?).
وقال أبو حيان: دل كلامه على أن العرب لا تنادي ضمير المتكلم؛ فلا تقول: يا أنا، ولا ضمير الغائب، فلا تقول: يا إياه، ولا: يا هو، فكلام جهلة الصوفية في نداء الله تعالى: يا هو ليس جاريًا على كلام العرب (?).
هَذِي بَرَزْتِ لنا فَهِجْتِ رَسِيسًا ... ..................................
أقول: قائله هو أبو الطيب [أحمد بن الحسين] (?) المتنبي، وهو من قصيدة طويلة يمدح بها أبا بكر بن محمد بن زريق الطرسوسي، وهو أول القصيدة وتمامه (?):
........................... ... ثمّ انْصَرَفتِ وما شفَيْتِ نَسِيسًا