................................ ... لَهَا سبَبٌ تَرعَى بِه الماءَ والشَّجَر
أقول: قائله هو طرفة بن العبد، وصدره (?):
أَعَمْرَ بْنَ هِندٍ مَا تَرَى رَأْيَ صِرمةٍ ... ..........................
وهو من الطويل.
قوله: "صرمة" بكسر الصاد وسكون الراء المهملتين وفتح الميم، وهو القطع من الإبل نحو الثلاثين.
الإعراب:
قوله: "أعمرو" الهمزة حرف نداء، وعمرو منادى مفرد مبني على الضم، و"ابن هند" بالرفع صفته، قوله: "ما ترى": جملة من الفعل والفاعل، وكلمة "ما" نافية أو استفهامية، وقوله: "رأي صرمة": كلام إضافي مفعول، قوله: "سبب" بالرفع مبتدأ، و"لها" مقدمًا خبره، والجملة صفة للصرمة.
قوله: "ترعى": فعل مضارع، وفاعله الضمير المستتر فيه الذي ورجع إلى الصرمة، وقوله: "الماء": مفعوله، و"الشجر" عطف عليه، والباء في "به" يتعلق بترعى، ويصلح أن تكون للاستعانة، والجملة بيان عن قوله: "لها سبب".
الاستشهاد فيه:
أن قوله: "تَرعَى بِه الماءَ والشجَر" يدل على صحة العطف في قول القائل: عَلَفْتُهَا تِبنًا وَمَاءً بَارِدًا، وأطعمته تمرًا ولبنًا خالصًا، ونحو ذلك.
وذهب أبو عبيدة والأصمعي واليزيدي إلى أن ما ورد من ذلك إنما هو من عطف المفردات، وتضمين العامل معنى ينظم المعطوف والمعطوف عليه، فحينئذ يقدر في قوله: "علفتها" أعطيتها تبنًا وماءً باردًا، وفي قوله: أطعمته تمرًا ولبنًا: ناولته تمرًا ولبنًا.