الشاهد الرابع والسبعون بعد الثمانمائة (?)، (?)

وَقَدْ كَذَبَتْكَ نَفْسُكَ فَاكْذِبَنْهَا ... فَإِنْ جَزْعًا وَإنْ إِجْمَال صَبْرِ

أقول: قائله هو دريد بن الصمة، أنشده سيبويه في كتابه (?)، وهو من الوافر.

قوله: "كذبتك" بالتخفيف، قوله: "إجمال صبر": من أجمل يجمل إجمالًا إذا أحسن.

الإعراب:

قوله: "وقد" الواو للعطف إن تقدمه شيء، و "قد" للتحقيق، و "كذبتك": جملة من الفعل والمفعول، [و"نفسك: كلام إضافي فاعله، قوله: "فاكذبنها": جملة من الفعل والفاعل والمفعول] (?).

قوله: "فإن" في الموضعين ليست إن الشرطية؛ بل هي بمعنى: إما، والتقدير: فإما جزعًا وإما إجمال صبر، و "جزعًا" منصوب بفعل مضمر تقديره: فإما تجزع جزعًا، وكذلك التقدير في قوله: "إجمال" أي: وإما تجمل إجمال صبر.

وقال سيبويه: دخول الفاء منع أن تكون: "إن" جزاء؛ لأن الفاء إنما تكون للاستئناف، وتكون جوابًا لما قبلها فكيف يصير ما قبلها جوابًا لها على هذا (?)؟

وهذا الحكم إنما هو في الفاء وحدها، ولو كان بدل الفاء هاهنا واو لصلح أن يكون الجواب في: "وقد كذبتك نفسك"، وقد يجوز أن تجعل شرطًا وتحذف الجواب كقوله تعالى: {فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ} [الأنعام: 35] فحذف الجواب، أي: فعلت، وكذلك البيت، أي: فإن تجزع جزعًا فعلت فحذف الجواب [وحذف الجواب] (?) قليل جدًّا، وحذف ما من إما قليل جدًّا] (?)، فعدل سيبويه عن حذف الجواب إلى حذف "ما" من "إما" لأنه أمثل قليلًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015