وهو أول قصيدته المشهورة، قوله: "بسقط اللوى" بكسر السين المهملة ولممكون القاف، وهو ما تساقط من الرمل، و "اللوى" بكسر اللام؛ منقطع الرمل من حيفا يرقّ، و "الدخول وحومل": موضعان من منازل بني كلاب، وقال الكلابي: الدخول: ماء لعمرو لن كلاب فيه أبنية (?).

الإعراب:

قوله: "قفا": خطاب للواحد بصيغة التثنية للتأكيد، كأنه قال: قف قف، وذلك كما في قوله تعالى: {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ} [ق: 24] فإنه خطاب لمالك خازن النار، والمعنى: ألق ألق، وقد قيل: إنه خطاب لصاحبيه الاثنين، وكذا الخطاب في قوله: ألقيا للملكين.

قوله: "نبك": مجزوم لأنه جواب الأمر، قوله: "من ذكرى": يتعلق بقوله: "نبك"، وهو مصدر ذكر يذكر، أضيف إلى حبيب، و "منزل": عطف عليه، والباء في "اللوى" ظرف، أي: في سقط اللوى، و "بين": نصب على الظرف أضيف إلى الدخول، وقوله: "فحومل": عطف عليه.

الاستشهاد فيه:

[في قوله: "فحومل"] (?) من حيث أنه أناب الفاء مناب الواو، والمعنى: بين الدخول وحومل، إذ لا يجوز أن يقال: زيد بين عمرو فخالد، بالفاء لأن بين إنما تقع معهما الواو؛ لأنك إذا قلت: المال بين زيد وعمرو فقد احتويا عليه، فهذا موضع الواو لأنها للاجتماع، وإن جئت بالفاء وقع التفريق فلم يجز، وعلى هذا كان الأصمعي يرويه: بين الدخول وحومل بالواو (?).

وقال النحاس في شرحه: أما الاحتجاج لمن رواه بالفاء، فلأن هذا ليس كقولك: المال بين زيد وعمرو، لأن الدخول موضع يشتمل على مواضع، فلو قلت: عبد الله بين الدخول، تريد مواضع الدخول لتم الكلام؛ كما تقول: دربنا بين مصر تريد: بين أهل مصر، فعلى هذا قوله: "بين الدخول فحومل" أراد: بين مواضع الدخول وبين مواضع حومل، ولم يرد موضعًا بين الدخول وحومل. فافهم (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015