ومقول القول هو البيت الثاني وهو قوله:

أَلَا أَيُّهَا الليلُ الطويلُ ألَا انْجَلِي ... بِصُبحٍ وَمَا الإِصْبَاحُ مِنْكِ بِأَمْثَلِ

و"لما" بمعنى حين، و"تمطى": جملة من الفعل والفاعل، و "بجوزه": يتعلق به، قوله: "وأردف": عطف على تمطى، و"أعجازًا": مفعوله، تقديره وأردف أعجازه؛ أي: أواخره، قوله: "وناء بكلكل": عطف على ما قبله.

الاستشهاد فيه:

مثل ما قبله، وهو أن الواو لا تدل على الترتيب لأن البعير ينهض بكلكله أولًا، ثم بعجزه، ثم بجوزه وهو وسطه (?).

الشاهد الثامن والخمسون بعد الثمانمائة (?)، (?)

حَتَّى إذا رَجَبٌ تَوَلَّى وَانْقَضَى ... وجُمَادِيَانِ وَجَاءَ شَهْرٌ مُقْبِلٌ

أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو من الكامل.

قوله: "تولى" أي: أدبر، قوله: "وجماديان" بضم الجيم؛ تثنية جمادى الأولى وجمادى الآخرة، قال الفراء: الشهور كلها مذكرات إلا جماديين فإنهما مؤنثان، ويقال: هذا شهر كذا وشهر كذا، وهذه جمادى الأولى وجمادى الآخرة، فإن سمعت تذكير جمادى فإنما يذهب به إلى الشهر ويترك اللفظ، والجمع جماديات على القياس (?).

ولو قيل: جماد لكان قياسًا مثل: كسالَى وكسالٍ، وإنما سميت جمادى لجمود الماء فيها، قلتُ: هذا باعتبار ما وقع في حال التسمية؛ فإنه صادق وقت جمود الماء، وإلا فقد يكون جمادى في شهور الصيف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015