على اللفظ، ولذلك نونه، ولو كان بدلًا لامتنع تنوينه، وأما النصب فعلى الوجهين المذكورين في نصر الأخير، وأما الضم فيحمل على البدل أو التأكيد اللفظي، وأما نصر الأول فليس فيه إلا الضم لكونه علمًا (?).
أَيَا أَخَوَيْنَا عَبدَ شَمْسٍ وَنَوْفَلَا ... أُعِيذُكمَا بِالله أَنْ تُحْدِثَا حَرْبَا
أقول: قائله هو طالب بن أبي طالب، وهو من قصيدة من الطويل يمدح بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويبكي أصحاب القليب من قريش، وأولها هو قوله (?):
1 - أَلَا إِنَّ عَينِيَ أَنْفَدَتْ دَمْعَهَا سكبًا ... تَبكِي عَلَى كَعْبٍ ومَا إِنْ ترى كَعْبَا
2 - أَلَا إنَّ كَعْبًا فيِ الحُرُوبِ تَخَاذَلُوا ... وَأَرْدَاهُمُ ذَا الدَّهْرُ واجْتَرَحُوا ذَنْبَا
3 - وعَايز تَبكِي لِلْمُلِمَّات غدْوَةً ... فيا ليتَ شعري هَلْ أَرَى لَهُمَا قُرْبَى
4 - هُمَا أَخَوَايَ كَي يَعُدَّا لغيةً ... تُعَدُّ ولَا يُسْتَامُ جَارُهُمَا غَصْبَا
5 - أيا أخوينَا عبدَ شَمْسٍ ...... ... ......................... إلى آخره
6 - ولَا تَصْبحُوا منْ بَعْدِ وُدٍّ وأُلْفَةٍ ... أَحَادِيثَ فِيهَا كُلُّكُم يَشْتَكِي النَّكَبَا
7 - ألم تَعْلَمُوا مَا كانَ في حربِ داحسِ ... وجيشِ أبِي يَكسُومَ إذْ بلَغُوا الشعْبَا
8 - فلولَا دِفَاعُ الله لَا شَيءَ غيرَهُ ... لأصبحْتُمُ لَا تَمْنَعُونَ لَكُم سِرْبَا
9 - فَمَا إِنْ جَنَينَا فيِ قُرَيْشٍ عَظِيمَةَ ... سِوَى أَنْ حَمَينَا خيرَ من وَطِيء التُرْبَا
10 - أَخَا ثِقَةٍ فيِ النَّائِبَاتِ مُرَزَّأً ... كَرِيمًا ثنَاهُ لَا بَخِيلًا ولَا ذَرْبَا
11 - يَطِيفُ بِهِ العَافُونَ يَغْشَوْنَ بَابَهُ ... يؤمُّون نَهْرًا لَا نُزُورًا ولَا صَرْبَا
12 - فوالله لَا تنفكُّ نفسي حَزِينَةً ... تُمَلْمِلُ حتَّى تَصْدُقُوا الخَزْرَجَ الضَّرْبَا
2 - قوله: "اجترحوا" أي: اكتسبوا.