وقُلْنَ أَلَا الْبَرْدِي أَوَّلُ مَشْرَب ... أَجَلْ جَيرِ إِنْ كَانَتْ رَوَاءً أَسَافِلُهْ
تَحَاثَثْنَ وَاسْتَعجَلْنَ كُلَّ مُوَاشِك ... بِلؤمَتِهِ لَم يَعُدْ أَنْ شقَّ بَازِلُهْ
وقد غير النحاة هذا الشاهد وجعلوه خنثى، وأنشدوا:
وقُلْنَ عَلَى الفِردَوْسِ أَوَّلُ مَشْرَبٍ ... ................... إلى آخره
وهو مغير من شعر مضرس [بن ربعي وهو:
وقُلْنَ أَلَا الفِردَوْسُ أَوَّلُ مَشْرَبٍ ... مِنَ الحَي إِنْ كَانَتْ أُثِيرَث دَعَاثِرُهْ
وهي من الطويل] (?).
قوله: "ذات التنانير": عقبة بحذاء زبالة، وهو بضم الزاي المعجمة بعدها باء موحدة، منهل من مناهل طريق مكة -حرسها الله-، قوله: "وقلص" أي: ارتفع، و "النهْى" بكسر النون وسكون الهاء، هو الغدير، و "الدفينة": موضع.
قوله: "حاضره" من قولهم: فلان حاضر بموضع كذا؛ أي: مقيم به، ويقال على الماء: حاضر، قوله: "على الفردوس" أي: على البستان، وأراد بها هاهنا روضة دون اليمامة، وقيل: لبنى يربوع.
قوله: "دعاثره": جمع دعثور بضم الدال وسكون العين المهملة وضم الثاء المثلثة، وهو الحوض المنثلم، وقال ابن فارس: الدعثور: الحوض الذي لم يتنوق في صنعته ولم يوسع (?)، والضمير فيه يرجع إلى الفردوس.
[الإعراب] (?):
قوله: "وقلن" الواو للعطف، وقلن: جملة من الفعل والفاعل، قوله: "على الفردوس": حال أي: حال كونهن نازلات على الفردوس، قوله: "أول مشرب": مقول القول، وهو كلام إضافي مرفوع بالابتداء، وخبره محذوف؛ أي: لنا أول مشرب، قوله؛ "أجل جير": مقول القول المقدر.
قوله: "إن" بكسر الهمزة للشرط، و "كانت": من الأفعال الناقصة، و "دعاثره": اسمه، و "أبيحت": جملة خبره مقدمًا، وجواب الشرط محذوف دل عليه الكلام السابق، ويجوز أن تفتح الهمزة وتكون مصدرية، والتقدير: لأن كانت؛ أي: لكون الدعاثر وهي الحياض مباحة.