الاستشهاد فيه:
في قوله: "نعم الفتاة فتاة" حيث جمع فيه بين التمييز والفاعل الظاهر، وأجاز ذلك المبرد وابن السراج والفارسي محتجين به وبأمثاله (?).
وَقَائِلَةٍ نِعْمَ الفَتَى أَنْتَ مِنْ فَتَى ... ...............................
أقول: قائله هو الكروس بن الحصن، وتمامه:
................................ ... إِذَا المُرْضِعُ العَوْجَاءُ جَال بَرِيمُهَا
وهي من الطويل.
و"المرضع": التي ترضع على تأويل: ذات إرضاع، و"جال": من الجولان، و"البريم" بفتح الباء الموحدة وكسر الراء بعدها ياء آخر الحروف ساكنة وفي آخره ميم، وهو الحبل المضفور، وقال أبو عبيدة: الحبل البريم: المفتول يكون فيه لونان، وربما شدته المرأة على وسطها وعضدها، وقد يعلق على الصبي تدفع به العين، وجولان البريم: كناية عن الهزال؛ لأنه إنما يجول بريمها في وسطها إذا أثر الهزال فيها.
الإعراب:
قوله: "وقائلة" أي: وامرأة قائلة، والواو فيه واو رب، وقوله: "نعم الفتى": مقول القول، وهي جملة من الفعل والفاعل، وقوله: "أنت": مخصوص بالمدح في محل الرفع بالابتداء، والجملة مقدمًا خبره.
قوله: "من فتى": تمييز معناه: من متفت (?)؛ أي: كريم، قوله: "إذا المرضع العوجاء": ظرف لقوله: "نعم الفتى"، وارتفاع المرضع بفعل محذوف يدل عليه قوله: "جال بريمها" تقديره: إذا جال بريم المرضع، و"العوجاء": صفة للمرضع، و "بريمها": كلام إضافي مرفوع بقوله: "جال".