وقوله: "فنعم الزاد": مقدمًا خبره، قوله: "زادًا" في نصبه ثلاثة أوجه:

الأول: أن يكون تمييزًا لمثل في قوله: "زاد أبيك" أي: مثل زاد أبيك زادًا، فيكون نحو قولهم: ما رأيت مثلهم رجلًا، أي: من الرجال، وقد اجتمع فيه التمييز والمميز على جهة التأكيد، وهو مذهب أبي علي وشيخه أبي بكر بن السراج، وقيل: هذا من ضرورة الشعر وإنه لا يحسن في النثر (?).

والثاني: أن يكون مفعولًا لقوله تزود.

والثالث: أن يكون منصوبًا على المصدر المحذوف الزيادة، والتقدير: تزود مثل زاد أبيك فينا تزودًا، وذلك مبني على أن يكون الزاد مصدرًا كما قاله الفراء (?).

الاستشهاد فيه:

في قوله: "فنعم الزاد إلى آخره" حيث جمع فيه بين الفاعل الظاهر والنكرة المفسرة تأكيدًا كما ذكرنا (?).

الشاهد الثاني والتسعون بعد السبعمائة (?)، (?)

نِعْمَ الفَتَاةُ فَتَاةً هِنْدُ لَوْ بَذَلَتْ ... رَدّ التَّحِيَّةِ نُطْقًا أَوْ بِإِيمَاءِ

أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو من البسيط.

الإعراب:

قوله: "نعم الفتاة": جملة من الفعل والفاعل، و"فتاة" بالنصب حال مؤكدة، قوله: "هند": مخصوص بالمدح مرفوع بالابتداء، والجملة قبله خبره، قوله: "لو" للشرط، و"بذلت": جملة فعل الشرط، وجواب الشرط محذوف تقديره: لو بذلت فهي نعم الفتاة، قوله: "رد التحية": كلام إضافي مفعول بذلت، قوله: "نطقًا": نصب على التمييز، وقوله: "أو بإيماء": عطف عليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015