قلت: الَّذي قاله الزجاجي هو الَّذي قاله سيبويه (?)؛ بل لا يحتاج هاهنا (?) إلى الإضمار؛ لأن إضافة اسم الفاعل غير محضة؛ لأن النية بها الانفصال لكونه بمعنى الاستقبال والدليل عليه دخول هل؛ لأن الاستفهام أكثر ما يقع عما يكون في الاستقبال، وإن كان قد يستفهم عن ماض كقولك: هل قام زيد أمس؟ وهل أنت قائم أمس؟ وقال تعالى: {فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا} [الأعراف: 44]؟ فهذا كله ماض، لكنه لا يكون إلا بدليل، والأصل ما قلنا.

و"باعث" هاهنا بمعنى مرسل؛ كما قال تعالى: {فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ} [الكهف: 19]، وقد يكون بمعنى الإيقاظ؛ كما قال تعالى: {وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ} [الكهف: 19]، وقال -أيضًا-: {مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا] [يس: 52] أي: من أيقظنا؛ ولكن الأحسن هنا أن يكون بمعنى الإرسال؛ إذ لا دليل على النوم في البيت فافهم (?).

الشاهد الثالث والثلاثون بعد السبعمائة (?)، (?)

أَنَاوٍ رِجَالُكِ قَتْلَ امرِئٍ ... مِنَ العِزِّ في حُبِّكِ اعتاضَ ذُلًّا؟

أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو من المتقارب (?).

قوله: "أناو" اسم فاعل من نوى ينوي نية. المعنى ظاهر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015