لم يبلغ كل الَّذي فيه، ثم سماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زيد الخير، وإنما سمي زيد الخيل لخمسة (?) أفراس كنّ له، وأقطع له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكتب له بذلك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن ينج زيد من حمى المدينة" (?) فلما انتهى إلى بلد نجد إلى ماء من مياهه يقال له قردة أصابته الحمى فمات.
وهو من الوافر.
قوله: "مزقون": جمع مزق بفتح الميم وكسر الزاي، وهو مبالغة مازق؛ من المزق وهو شق الثياب ونحوها، يقال؛ مزقة يمزِقه بالكسر، قوله: "عرضي" بكسر العين، وعرض الرجل: جانبه الَّذي يصونه من نفسه وحسبه ويحامي عنه، والعرض -أيضًا- النفس، يقال: أكرمت عنه عرضي؛ أي: نفسي، وفلان نقي العرض؛ أي: بريء من أن يُشتَم أو يعاب.
قوله: "جحاش"، جمع جحش وهو ولد الحمار، و"الكرملين" بكسر الكاف؛ اسم ماء في جبل طيئ، و"الفديد" بالفاء؛ الصوت، قاله الأصمعي، وفدّ الرجل يفدّ فديدًا، وقال أبو خيرة: الفديد: صوت عَدْو الشاة.
الإعراب:
قوله: "أتاني": جملة من الفعل [والفاعل] (?)، والمفعول، وقوله: "أنهم" بالفتح في محل الرفع على الفاعلية، والضمير اسم أن، وقوله: "مزقون": خبره، وقوله: "عرضي": كلام إضافي مفعول لقوله مزقون.
[قوله: "] (?) جحاش الكرملين] كلام إضافى مرفوع على أنَّه خبر مبتدأ محذوف؛ أي: هم جحاش الكرملين، وهذه استعارة بليغة؛ حيث ذكر فيها المشبه به وترك ذكر المشبه وهو حد الاستعارة - أيضًا، وأراد بذلك أن هؤلاء القوم الذين بلغني عنهم أنهم مزقون عرضي عندي بمنزلة جحاش الكرملين التي تصوت عند ذلك الماء، أراد أني لا أعبأ بذلك ولا أصغي إليه؛ كما أنَّه لا يعبأ بصوت الجحاش حين تنهق عند الماء، وتخصيص الجحاش بصوتها للمبالغة في الحقارة ولا سيما صوت الحمير الَّذي هو أنكر الأصوات الَّذي يجتنب [عند] (?) سماعه ويحذر (?) عن الالتفات إليه.