حَذِرٌ أمورًا لَا تَضِيرُ وَآمِنٌ ... مَا ليسَ مُنْجِيَهُ منَ الأقْدَارِ
أقول: قائله هو أبو يحيى اللاحقي (?)، قال المازني: زعم أبو يحيى أن سيبويه سأله: هل تعدي العرب فعلًا؟، قال: فوضعت له هذا البيت وعملته له ونسبته إلى العرب وأثبته في كتابه، وكان هذا اللاحقي غير موثوق به (?).
وهو من الكامل.
قوله: "حذر" أي: خائف، وهو بفتح الحاء وكسر الذال، قوله: "لا تضير": من ضار يضير، بمعنى: ضرّ يضرّ، والظاهر من البيت أنَّه ذم، ويحتمل أن يكون مدحًا يمدحه بكثرة الحذر، قوله: "منجيه": اسم فاعل من أنجي إنجاء، و"الأقدار": جمع قدر.
الإعراب:
قوله: "حذر": مرفوع على أنَّه خبر مبتدأ محذوف؛ أي: هو حذر، وقوله: "أمورًا": مفعوله، وقوله: "لا تضير": في موضع نصب على الصفة لأمور، والتقدير: حذر أمورًا غير ضائرة، قوله: "وآمن": عطف على حذر، وقوله: "ما": مفعول لقوله: "آمن" لأنه بمعنى المضارع، ولا يكون بمعنى المضي؛ لأن الحذر والآمن إنما يكونان فيما يأتي، وأما ما مضى فقد علم وما بمعنى الَّذي، و"ليس إلى آخره": صلته، واسم ليس ضمير فيها عائد على ["ما" بحكم الصلة] (?).
و"منجيه": كلام إضافي خبر ليس، والهاء فيه يرجع إلى ما يرجع الضمير الَّذي في ليس، وقوله: "من الأقدار": متعلق بمنجيه، و"منجيه": اسم فاعل مضاف إلى الهاء، والهاء في موضع نصب لأن اسم الفاعل إذا كان بمعنى الحال أو الاستقبال وأضيف كانت إضافته غير