الإعراب:
قوله: "أكفرًا" الهمزة للاستفهام على سبيل الإنكار، و"كفرًا": نصب بفعل محذوف؛ أي: أأكفر كفرًا بعد رد الموت عني؟ قال ذلك القطامي حين أُتي به مأسورًا إلى زفر بن الحارث، وأطاف به قوم ليقتلوه، فأبى زفر ومنعه ومنّ عليه ورد عليه ماله، وأعطاه مائة بعير من غنائم القوم الذين أسروه، فقال القطامي:
أَكُفْرًا بَعْدَ رَدِّ المَوْتِ عَنِّي ... ....................................
و"بعد": نصب على الظرفية مضاف إلى قوله: "د"، و"د"؛ مضاف إلى الموت، والتقدير: بعد رد زفر الموت عني، والمصدر مضاف إلى مفعوله، وطوى ذكر الفاعل، قوله: "وبعد عطائك": عطف على قوله: "بعد رد الموت عني".
وقوله: "عطائك" مصدر [مضاف] (?) إلى فاعله؛ بمعنى إعطائك، وقوله: "المائة"؛ مفعوله، و"الرتاعا": صفة المائة، وما ذكرنا من القصة أدل دليل على صحة ما ذكر في شرح ديوان القطامي من أن المراد من الرتاع: الإبل التي ترتع، وغلط تفسير من فسَّر الرتاع باسم الرجل، وآفة غلطهم في مثل هذا الموضع من عدم اطلاعهم على السوابق واللواحق من البيت الَّذي يستشهد به، وعدم وقوفهم في موارد الأبيات وقصتها، والمفعول الثاني فيه محذوف تقديره: وبعد عطائك إياي المائة الراتعة من الإبل (?).
الاستشهاد فيه:
في قوله: "وبعد عطائك [المائة الرتاعا] (?) " فإن لفظ العطاء اسم للمصدر بمعنى الإعطاء؛ فأعطى حكم المصدر في العمل، وذلك لأنه نصب قوله: "المائة" كما ذكرنا.
وقد جاء في الخبر نحوه، وذلك في حديث عائشة - رضي الله عنها -: "من قبلة الرجل امرأته الوضوء" (?)، فإن القبلة: اسم للتقبيل، وقد عَمل عَمَلَه حيث نصب امرأته، وقوله: "الوضوء": مرفوع بالابتداء، وقوله: "من قبلة الرجل امرأته": مقدمًا خبره فافهم (?).