قوله: "أزلنا": جملة من الفعل والفاعل، قوله: "هامهن": كلام إضافي منصوب على المفعولية، وإنما أنث الضمير لأنه يرجع إلى الرؤوس كما ذكرنا، ويجوز أن يرجع إلى القوم، والقوم يذكر ويؤنث؛ لأن أسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كان للآدميين تذكر وتؤنث مثل: رهط ونفر وقوم، قال تعالى: {وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ} [الأنعام: 66]، وقال: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ} [الشعراء: 105] فأنث، قوله: "عن المقيل": يتعلق بأزلنا.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "روؤوس قوم" حيث نصب بقوله: "بضرب" وهو مصدر منكر منون؛ كما في قوله تعالى: {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا} [البلد: 14، 15] فإن الإطعام مصدر نكرة منون، وقد عمل في قوله: "يتيمًا"، وإعمال المصدر مضافًا أكثر، ومنونًا أقيس (?).
ضَعِيفُ النِّكَايَةِ أَعْدَاءَهُ ... يخالُ الفِرَارُ يُرَاخِي الأجلَ
أقول: هذا من أبيات الكتاب، ولم ينسب فيه إلى أحد، وهو من المتقارب.
قوله: "النكاية" هو الإضرار، يقال: نكيت في العدو أنكي نكاية إذا قتلت فيهم وجرحت، قال أبو النجم (?):
نَنْكِي العِدَا وَنُكْرِمُ الأَضْيَافَا ... ...........................
قوله: "يخال" أي: يظن، قوله: "يراخي" أي: يباعد أو يؤخر، يهجو رجلًا بالضعف والعجز عن مكافأته أعداءه والانتصاف منهم إذا ظلموه، ثم ذكر أنه يحسب أن الفرار عن الحرب يباعد الأجل ويحرس نفسه.
الإعراب:
قوله: "ضعيف النكاية": كلام إضافي مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: هو ضعيف