واعلم أن القول يتعدى بخمسة أحرف: بالباء نحو: قال به بمعنى: حكم به، وباللام نحو: قال له: خاطبه، وبعن نحو: قال عنه، أي روى عنه، وبفي نحو: قال فيه، أي اجتهد فيه، ويستعمل مجردًا بمعنى: افترى، فإن قلتَ: ما الفاء في قوله: فلما قال: قلت: للتعقيب مع مراعاة معنى السببية على ما لا يخفى.
الاستشهاد فيه:
في كونه أطلق القافية التي هي جزء القصيدة على القصيدة، من باب إطلاق اسم الجزء على الكل، أو تسمية الشيء باسم بعض؛ لأن حقيقة القافية ما ذكرناها.
يَا صَاحِ مَا هَاجَ العُيُون الذُّرَّفَنْ ... من طَلَلٍ كَالأَتْحميِّ أَنْهَجَنْ
أقول: قائله هو الراجز العجاج، واسمه عبد الله بن رؤبة بن لبيد بن صخر بن كنيف بن عميرة بن حُيَيِّ بن ربيعة بن سعد بن مالك التميمي السعدي من سعد تميم البصري، يكنى بأبي الشعثاء والعجاج لقبه، لقب بذلك لقوله: حتى يَعُجُّ عِنْدَهَا مَنْ عَجْعَجَا، والعج: رفع الصوت، يقال: رجل عجاج أي صَيَّاح، والأنثى عجاجة، يقال: أشعر الناس العجاجان، أي رؤبة وأبوه (?)، ورؤبة يكنى بأبي محمد وبأبي الجحاف، وهو وأبوه (?) راجزان مشهوران، كل منهما له ديوان رجز ليس فيه شعر سوى الأراجيز، وهما مجيدان (?) في رجزهما، وهما عالمان (?) باللغة، وهما في الطبقة التاسعة من رجاز الإسلام (?).
وقال أبو عمرو بن العلاء (?): ..................................................