فيه من النقائص وهذان البيتان مثل يضرب لمن يسيء إليك وقد أحسنت إليه، وأنشد الميداني (?) في أمثاله (?):

فيا عَجَبًا لمن ربّيتُ طفْلًا ... ألقِّمُهُ بأطرافي البَنَانِ

أعلمهُ الرمايِةَ كل يومٍ ... فلما استدّ ساعدُه رَمَاني

أعلِّمهُ الروايةَ كل وقتٍ ... فلما قال قافيةً هَجَاني (?)

أعلِّمهُ الفُتُوّة كلَّ يومٍ ... فلمّا طرَّ شاربُه جَفَاني (?)

الإعراب:

قوله: "وكم علمته" الواو للعطف على ما قبله، وكم خبرية، والمميز محذوف تقديره: وكم تعليم علمته، أو كم مرةٍ علمته، ولا خلاف في حذف المميز جوازًا (?)، فإن قلت: ما محل "كم"؟ قلت: إن قدرته تعليمًا فكم مفعول مطلق، وإن قدرته وقتًا فهي ظرف.

قوله: "نظم القوافي "كلام إضافي، مفعول ثان لعلمته؛ لأن علم منقول بالتضعيف عن عَلِم بمعنى عَرَف، وفَعَّل يتعدى بالتضعيف إلى اثنين دون التاء؛ كعلَّمتُه الخير وجنَّبته الشر، وبالتاء إلى واحد كتعلَّم الخير وتجنب الشر.

قوله: "فلما" بمعنى حين، وجوابه قوله: "هجاني و"قافية" نصب على أنه مَفْعُول قال، فإن قلت: القول يستدعي أن يكون مقوله جملة، وليس كذلك ها هنا، قلت: إذا كان القول بمعنى الحكاية يقع مقوله مفردًا؛ كما في قولك: قلت شعرًا بمعنى حكيته (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015