العمل، ولهذا جرت قوله: "غارة"، و"شعواء": صفة غارة، [قوله: "] (?) كاللذعة": جار ومجرور، و"بالميسم": يتعلق به.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "ربتما غارة" حيث جرت رب مع دخول "ما" عليها, ولم تكلها عن العمل، قال أبو حيان: كلمة ما زائدة، والتقدير: رب غارةٍ (?)، وكذا نص عليه ابن هشام رحمه الله (?).
وَنَنْصرُ مَوْلانَا ونَعْلَمُ أنَّهُ ... كمَا النَّاسِ مَجْرُومٌ عليه وَجَارِمُ
أقول: قائله هو عمرو بن البراقة النبهي (?)، وهو من قصيدة ميمية من الطويل، وأولها هو قوله (?):
1 - تَقُولُ سُلَيمَى لَا تَعَرَّضْ لِتَلْقَة ... ولَيلُكَ مِنْ لَيلِ الصعَالِيكِ نَائِمُ
2 - ألَم تَعْلَمِي أَن الصَّعَالِيكَ نَوْمُهُم ... قَلِيلٌ إذا نَامَ الخلِي المُسَالِمُ
3 - إذَا الليلُ أدْجَى وَاكْفَهَرَّتْ نُجُومُهُ ... وصَاحَ مِنَ الإِفْرَاطِ هَامٌ جَوَاثمُ
4 - وَمَال بِأَصْحَابِ الكَرَى غَلَبَاتُهَا ... فَإني عَلَى أَمْرِ الغِوَايَةِ حَازِمُ
5 - وكَيفَ ينامُ الليلَ مِنْ جُلّ هَمّهِ ... حُسَامٌ كَلَونِ الملحِ أبيضُ صَارِمُ
6 - وكُنتُ إذَا قَوْمٌ غَزَوْني غَزَوْتُهُم ... فَهَلْ أنَا فيِ ذا يال هَمْدَانِ ظَالِمُ
7 - مَتَى تَجْمَعُ القَلْبَ الذكِيَّ وصَارمًا ... وأنفًا حَمِيًّا تَجْتِنبكَ المَظَالِمُ
8 - متَى تَجْمَعِ المال المُمَنّعَ بالقَنَا ... تَعِشْ مُثْرِيًا أوْ تَخْتَرِمْكَ المخارِمُ
9 - كَذَبْتُم وَبَيتُ الله لا تَأْخُذُونَهَا ... مُرَاغَمَةً مَا دَام للسيفِ قَائِمُ