ثم أسلم طُلَيْحَة وحسن إسلامه، ثم شهد القادسية فأبلى فيها بلاء حسنا، وكان مع النعمان بن مقرن - رضي الله عنه - في وقعة نهاوند، واستشهد بها سنة إحدى وعشرين للهجرة.

1 - قوله: "أذواد": جمع ذود بفتح الذال المعجمة وسكون الواو وفي آخره دال مهملة، وهو من الإبل ما بين الثلاث إلى العشرة، وهي مؤنثة لا واحد لها من لفظها، و "أذواد": جمع قلة، قوله: "فرغًا" بكسر الفاء وفتحها وسكون الراء وبالعين المعجمة، يقال: ذهب دمه فرغًا، أي: هدرًا يطلب به.

قوله: "حبال" بكسر الحاء المهملة وبالباء الموحدة، هو اسم ابن أخي طُلَيْحَة المذكور.

وكان المسلمون أصابوه في الردة وأخذوا مال بني أسد وسبوا نساءهم، فقَتَل طُلَيْحَة بابن أخيه حبال هذا عكاشةَ وثابتَ بن الأَقْرَم كما ذكرنا، يقول طُلَيْحَة في ذلك: إن أصبتم سبيًا وإبلًا فذهبتم بها ولم يؤخذ منكم مثلها، فما ذهبتم بدم حبال باطلًا فإني قتلت به عكاشة وثابتًا، وهو معنى قوله: "عشية غادرت ابن أَقْرَم" أي: عشية تركت ثابت بن أَقْرَم.

2 - و "ثاويًا": نصب على الحال، وقوله: "وعكاشة" عطف على قوله: "ابن أَقْرَم" فقوله: "عند مجال" أي عند الحرب، قوله: "صدر الحمالة" بكسر الحاء المهملة، وهو اسم فرس لطُلَيْحَة مشهورة، و"الكماة" بالضم جمع كمي، وهو المتغطي في السلاح.

الإعراب:

قوله: "فإن" حرف شرط، وقوله: "تك" أصله: تكن وهو فعل الشرط، وقوله: "أذواد" بالرفع لأنه اسم تكن، قوله: "أصبن": خبره، "ونسوة" بالرفع عطف على أذواد، قوله: "فلن تذهبوا": جواب الشرط، قوله: "فرعًا" حال من قوله: "بقتل" مقدم عليه مع كونه مجرورًا، فدل هذا على جواز القول: بمررت جالسة بهند، ويكون التقدير في البيت: فلن تذهبوا بدم حبال فرغًا، أي: حال كونه فرغًا؛ أي: هدرًا، وقوله: "حبال" مجرور بالإضافة.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "فرغًا" حيث وقع حالًا مقدمًا كما ذكرنا (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015