الاستشهاد فيه:
في قوله: "باقيًا" حيث وقع حالًا عن النكرة وهو قوله: "عيش" لأنه في سياق الاستفهام كما ذكرنا (?).
فَإِنْ تَكُ أَذْوَادٌ أُصِبْنَ وَنِسْوَةٌ ... فَلَنْ تَذْهَبُوا فِرْغًا بِقَتْلِ حِبَالِ
أقول: قائله هو طُلَيْحَة بن خويلد بن نوفل الأسدي من بني ثعلبة، فارس مشهور، وبطل مذكور يعدل بألف، خرج خالد بن الوليد - رضي الله عنه - إلى قتاله في خلافة الصديق - صلى الله عليه وسلم - وبعث بين يديه عكاشة بن محصن وثابت بن الأَقْرَم الأنصاري طليعة، وخرج طُلَيحَة وأخوه أبو حبال سلمة طليعة لأصحابهما فقتلا عكاشة وثابتًا - رضي الله عنهما -.
وقال ابن سعد (?): لما دنا خالد من طُلَيحَة وأصحابه بعث عكاشة وثابتًا طليعة بين يديه يأتيانه بالخبر فلقيا طُلَيحَة [وأخاه طليعة] (?) لقومهما، فانفرد طُلَيْحَة بعكاشة، وأخوه بثابت، فلم يلبث سلمة أن قتل ثابتًا، وصرخ طُلَيحَة بسلمة: أعني على الرجل فإنه قاتلي، فكرّ سلمة على عكاشة فُقتلا جميعًا، وأنشد طُلَيْحَة هذه القصيدة.
وهي من الطويل وأولها قوله:
فإنْ تَكُ أَذْوَادٌ أُصِبنَ ............ ... .......................... إلى آخره
وبعده:
2 - عَشِيَّةَ غَادَرتُ ابْنَ أَقْرَمَ ثَاويًا ... وَعُكَاشَةَ الغُنْمي عِنْدَ مَجَالِ
3 - نَصَبْتُ لهم صَدْرَ الحِمَالةِ إِنَّهَا ... مُعَوِّدَةٌ قِيلَ الكُمَاةُ نَزَالِ
4 - فَيَوْمًا تَرَاهَ فيِ الجَلَالِ مَصُونَةً ... ويَومًا تَرَاهَا غَيرَ ذَاتِ جَلالِ