الآن، فتأمل فإنه موضع الدقة، واللَّه أعلم (?).
فَهَيْهَاتَ هَيْهَاتَ العقِيقُ وأَهْلُهُ ... وهَيْهَاتَ خِلٌّ بالعَقِيقِ تُحَاولُهْ
أقول: قائله هو جرير بن الخطفي، وذكر ابن التياني في الموعب أنه لقيس مجنون بني عامر والأول هو الصحيح، وهو من قصيدة من الطويل، وقبله (?):
1 - ولَمْ أَنْسَ يَوْمًا بالعقيقِ تَخَايَلَتْ ... ضُحَاهُ وَطَابَتْ بالعَشِيِّ أَصَائِلُهْ
2 - رُزِقْنَا بِهِ الصَّيْدَ العَزِيزَ ولَمْ نَكُنْ ... كَمَنْ نَبْلُهُ مَحْرُومَةٌ وَحبَائِلُهْ
3 - ثَوَانِي أَجْيَاد يُوَدِّعْنَ مَنْ صَحَى ... وَمَنْ بَثُّهُ عَنْ حَاجَةِ اللَّهْو شَاغِلُهْ
قوله: "فهيهات" قال أبو علي: هيهات اسم للبعد (?) معرفة؛ فلذلك لم تتصرف، ومن نوَّنها نكرها كما تنكر الأعلام الواقعة على الأشخاص، وفيه عشر لغات: بتثليث التاء، والثلاثة الأخرى: إيهات بالتثليث -أيضًا- والسابعة: إيها، والثامنة: إيهان، والتاسعة: إيهاةٍ، والعاشرة: إيهاة، ومن أبدل الهاء من الهمزة في الأربع الأخر فهي على أربع عشرة (?).
و"العَقيقُ": موضع معروف بالحجاز، وإن كان البيت لقيس فهو العقيق الذي في المدينة وإليه متنزه أهل المدينة إذا سال بالماء، قوله: "خِلٌّ" بكسر الخاء المعجمة؛ أي: ودود صديق،