قوله: "تُحَاولُه": من حاولت الشيء إذا أردته، ويروى (?):
فَهَيْهَاتَ هَيْهَاتَ العَقِيقُ وَمَنْ بِهِ ... وَهَيْهَاتَ وَصْلٌ بِالعَقِيقِ نُواصِلُهُ
وهكذا ثبت بخط الآمدي -رحمه الله تعالى- في كتابه جعل الخل وصلًا، أو يكون على حذف المضاف؛ كأنه قال: وبعد ذي وصل؛ كما أن المعنى في رواية خل: بعد ذي خل، أو عهد ذي خل، ونحو هذا من التقدير، ولو روي: تواصله على المصدر لم يبعد، وهو بدل اشتمال، والتقدير فيه: وهيهات تواصل خل بالعقيق.
الإعراب:
قوله: "فهيهات" الفاء للعطف، وهيهات بمعنى بعد وقد تنازع هو وهيهات الثاني في قوله: "العقيق".
قال ابن يسعون: "العقيق" مرفوع بهيهات الثانية على إعمال الثاني، وفي الأول ضمير مرفوع بما أضمر قبل الذكر، ومن أعمل الأول فالعقيق مرفوع [بهيهات الأولى، والثاني مضمر فيه فاعله، وكان جعلهما معًا كالمركب فالعقيق مرفوع] (?) بما يفيد مجموعهما.
قوله: "وأهله": كلام إضافي عطف على العقيق، قوله: "وهيهات خِلٌّ": جملة من الفعل والفاعل، قوله: "بالعقيق" في موضع رفع على النعت لقوله: "خِلٌّ" أي: خل كائن بالعقيق، والباء بمعنى في، ويجوز أن يكون موضعها نصبًا على الحال من الهاء في تحاوله؛ لأن تحاوله في موضع رفع على أنها صفة لخل، ويجوز أن يكون موضعها نصبًا على الظرف، والعامل فيه ما في: "هيهات" من معنى الفعل أو تحاوله.
الاستشهاد فيه:
أن قوله: "فهيهات هيهات العقيق" ليس من باب التنازع خلافًا لأبي علي الفارسي-[رحمه الله] (?)، وعبد القاهر الجرجاني-[رحمه اللَّه تعالى] (?)، فإنهما أثبتا فيه التنازع بالوجه الذي ذكرناه (?)، ووجه المانعين عن ذلك أن الطالب للمعمول هو الأول، والثاني يكون تأكيدًا للأول.