وفي رواية أن الملك المذكور لما عاد من حملته على الهند اتجه نحو الغرب، أي السواحل الشرقية لجزيرة العرب، ساحل العروض، فنزل في أرض دعتها "خطينة" Chattenia وهي أرض من "جرها"، وعندئذ أرسل الجرهائيون رسلًا إليه يفاوضونه على الصلح على نحو ما ذكرت، فوافق على أن يدفعوا إليه في كل سنة جزية من فضة ولبان وزيت مصنوع من البخور1.
ويظهر من هذه الرواية أن مجيء الملك إلى أرض الجرهائيين، كان من الهند، وكان قد رجع بعد أن قاد جيشه إليها، وأنه نزل في ساحل عرف باسم Chattenia وهو الخط.
يتبين من وصف "سترابون" للحجارة التي بنيت بها المدينة على زعمه ومن ادعاء "بلينيوس"، أن أبراج المدينة وسورها قد بنيت بقطع مربعة من صخور الملح2. يتبين من ذلك أنها بنيت في أرض سبخة، وأن هذا السبخ هو الذي أوحى إلى مخيلة "الكلاسيكيين" ابتداع قصة حجر الملح الذي بنيت به دور المدينة وسورها، وفي التأريخ قصص من هذا القبيل عن قصور ومدن شيدت بحجارة من معدن الملح.
يظن أن Gerra أو garraei أو Gerrei على حسب اختلاف القراءات، "وهو موضع ذكره "بطليموس" "هو هذه المدينة "جرها"3. وذكر "بلينيوس" أنها تقع على خليج يسمى باسمها4 Sinus Gerraicus ويبلغ محيطها خمسة أميال5 "خمسة آلاف خطوة"6، وعلى مسافة خمسين ميلًا من الساحل، "أي خمسين ألف خطوة"، وتقع منطقة تدعى "أتنه" صلى الله عليه وسلمttene وفي مقابل مدينة "جرها" من جهة البحر وعلى مسافة خمسين ميلًا تقع جزيرة "تيلوس" Tylos المشهورة باللؤلؤ، والمدينة التي ذكرها "بلينيوس" هي المدينة التي قصدها "سترابون".