وقد رد على شعر "كعب" هذا حسان بن ثابت، وامرأة من المسلمين، قالت:

تحنن هذا العبد كل تحنن ... يبكي على قتلى وليس بناصب

بكت عين من بكى لبدر وأهله ... وعلت بمثليها لؤي بن غالب

إلى آخر الأبيات.

فأجابها كعب بن الأشرف بقوله:

ألا فازجروا منكم سفيها لتسلموا ... عن القول يأتي منه غير مقارب

أتشتمني أن كنت أبكي بعبرة ... لقوم أتاني ودهم غير كاذب

فإني لباك ما بقيت وذاكر ... مآثر قوم مجدهم بالجباجب1

ويقال إن والده من "طيء". أما أمه، فمن بني النضير، وأنه شبب بنساء النبي ونساء المسلمين، فأمر الرسول بقتله، فقتله محمد بن مسلمة ورهط معه من الأنصار. وله مناقضات وهجاء مع "حسان بن ثابت" وغيره في الأيام التي وقعت بين الأوس والخزرج3.

ومن شعره الذي شبب فيه بأم الفضل بنت الحارث قوله:

أراحل أنت لم تحلل بمنقبة ... وتارك أنت أم الفضل بالحرم

صفراء رادعة لو تعصر انعصرت ... من ذي القوارير والحناء والكتم

يرتج ما بين كعبيها ومرفقها ... إذا تأتت قياما ثم لم تقم

أشباه أم حكيم إذ تواصلنا ... والحبل منها متين غير منجذم

إحدى بني عامل جن الفؤاد بها ... ولو تشاء شَفَتْ كعبا من السقم

فرع النساء وفرع القوم والدها ... أهل التحلة والإيفاء بالذمم

لم أرَ شمسا بليل قبلها طلعت ... حتى تجلت لنا في ليلة الظلم4

طور بواسطة نورين ميديا © 2015