لقد بنيت للحدثان حصنا ... لو أن المرء تنفعه الحصون

طويل الرأس أقعس مشمخرا ... لأنواع الرياح به حنين1

وروى "المرتضى"، أن بعض مشايخ أهل الحيرة خرج إلى ظهرها يختط ديرا، فلما احتفر موضع الأساس، وأمعن في الاحتفار أصاب كهيئة البيت، فدخله فإذا رجل على سرير من رخام، وعند رأسه كتابة: أنا عبد المسيح بن بقيلة:

حلبت الدهر أشطره حياتي ... ونلت من المنى بلغ المزيد

وكافحت الأمور وكافحتني ... فلم أحفل بمعضلة كئود

وكدت أنال في الشرف الثريا ... ولكن لا سبيل إلى الخلود2

ومن شعره في الناس وفي تهافتهم والتفافهم حول الغنى قوله:

والناس أبناء علات فمن علموا ... أن قد أقل فمجفوٌّ ومهجور

وهم بنون لأم إن رأوا نشبا ... فذاك بالغيب محفوظ ومخفور

وهذا يشبه قول أوس بن حجر:

بني أم ذي المال الكثير يرونه ... وإن كان عبدا سيد الأمر جحفلا

وهم لمقل المال أولاد علة ... وإن كان محضا في العمومة مخولا3

ومن شعراء "تنوخ" "عمرو بن عبد الجن بن عائذ الله بن أسعد بن سعد بن كثير بن غالب"، وكان فارسا في الجاهلية، و "بنو عبد الجن" أسرة معروفة، كان لها بقية في الكوفة. ومن شعره:

أما والدماء المائرات تخالها ... على قنة العُزّى وبالنسر عندما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015