من الجراحات، وبكته. وكان اسمها: "سمية"، فقال عنترة:

أمن سمية دمع العين مذروف ... لو كان منك قبل اليوم معروف1

وذكر أنه كان من أشد أهل زمانه وأجودهم بما ملكت يده، وكان لا يقول من الشعر إلا البيتين والثلاثة، حتى سابّه رجل من عبس، فذكر سواد أمه وأخوته، وعيّره بذلك، وبأنه لا يقول الشعر، فاغتاظ منه ورد عليه، وهاجت قريحته فنظمت له قصيدة:

هل غادر الشعراء من متردم

وهي أجود شعره، وكانوا يسمونها "المذهبة"2.

وله كأكثر الشعراء أبيات شعر، استحسنها علماء الشعر، وقالوا إنه أجاد فيها وأحسن، وما سبق إليه ولم ينازع فيه في بعض ذلك الشعر3.

وهو أحد أغربة العرب، وهم ثلاثة: عنترة، وأمه زبيبة، سوداء، وخفاف بن عمير الشريديّ، من بني سلمى، وأمه ندبة، وإليها ينسب، وكانت سوداء، والسليك بن عمير السعدي "السيلك بن سلكة"، وأمه سلكة، وإليها ينسب، وكانت سوداء4. وذكر أنه كان يفخر بأخواله السود، رهط أمه، فدعاهم بـ "حام" حيث يقول:

إني لتعرف في الحروب مواطني ... في آل عبس مشهدي وفعالي

منهم أبي حقًّا فهم لي والد ... والأم من حام فهم أخوالي5

وإذا صح أن هذا الشعر هو لعنترة، دل على وقوف الجاهليين على اسم "حام"، الوارد في التوراة، على أنه جد السودان، ولا بد أن تكون التسمية قد وردت إلى الجاهليين عن طريق أهل الكتاب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015