ومما جاء فيها في حق "أربد" قوله:

من حياة قد مللنا طولها ... وجدير طول عيش أن يمل

وأرى أربد قد فارقني ... ومن الأرزاء رزء ذو جلل1

وقد عاب بعض العلماء عليه قوله:

ومقام ضيق فرجته ... بمقامي ولساني وجدل

لو يقوم الفيل أو فيّاله ... زال عن مثل مقامي وزحل

"وقالوا: ليس للفيال من الخطابة والبيان، ولا من القوة، ما يجعله مثلا لنفسه، وإنما ذهب إلى أن الفيل أقوى البهائم، فظن أن فياله أقوى الناس! قال أبو محمد، وأنا أراه أراد بقوله: لو يقوم الفيل أو فياله مع فياله، فأقام "أو" مقام الواو"2.

وفي هذه القصيدة إشارة إلى صلاة اليهود، حيث يقول:

يلمس الأحلاس في منزله ... بيديه كاليهودي المصل3

"قال أبو الحسن الطوسي: كأنه يهودي يصلي في جانب يسجد على جبينه. قال البغدادي: واليهودي يسجد على شق وجهه"4.

وقد تعرض "كارلو نالينو" لهذه القصيدة: فقال: "ومن المشهور ما في ديوانه من العبارات الدينية، بل الشبيهة بالعقائد الإسلامية"، ثم كر أبياتا منها، ثم قال: "ولكن ليس كل ما ينسب إليه في ديوانه من هذا الباب صحيحا، بل لا اختلاف في بعض الأشعار أنها مصنوعة"5.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015