العجلي ما أحدثا من الشعر في الإسلام؟ فقال لبيد: أبدلني الله بالشعر سورة البقرة وآل عمران. فزاد عمر في عطائه1.
وروي الخبر المتقدم بشكل آخر. روي أن "عمر بن الخطاب" قال للبيد: أنشدني، فقرأ سورة البقرة، وقال: ما كنت لأقول شعرا بعد إذ علمني الله سورتي البقرة وآل عمران. فزاد عمر في عطائه خمسمائة، وكان ألفين. فلما كان في زمن "معاوية" قال له معاوية: هذان الفودان فما بال العلاوة؟ وأراد أن يحطه إياها، فقال أموت الآن وتبقى لك العلاوة والفودان! فرق له، وترك عطاءه على حاله، ومات بعد يسير2. وورد في رواية أخرى أن "معاوية" كتب إلى "زياد" أن اجعل أعطيات الناس في ألفين، وكان عطاء "لبيد" ألفين وخمسمائة. فقال له" زياد": "أبا عقيل هذان الخراجان، فما بال هذه العلاوة؟ قال: ألحق الخراجين بالعلاوة، فإنك لا تلبث إلا قليلا حتى يصير لك الخراجان والعلاوة! فأكملها "زياد" ولم يكملها لغيره. فما أخذ لبيد عطاء آخر حتى مات"3.
وقيل إن لبيدا لم يقل في الإسلام إلا بيتا واحدا، هو:
ما عاتب الحر الكريم كنفسه ... والمرء ينفعه القرين الصالح4
في رواية. وورد على هذه الصورة:
ما عاتب المرء الكريم كنفسه ... والمرء يصلحه الجليس الصالح5
في رواية أخرى.
وقيل هو هذا البيت:
الحمد لله إذ لم يأتني أجلي ... حتى كساني من الإسلام سربالا6