وقد رواها "ابن هشام"1. وقصائد أخرى عديدة2، تدل على شدة تأثره بوفاة "أربد".
وقد اختلفت الروايات في زمن إسلام "لبيد". قيل إنه أسلم سنة وفد قومه "بنو جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة" فأسلم3. وقيل إن "لبيد بن ربيعة" و "علقمة بن علاثة" كانا من المؤلفة قلوبهم4. وقيل إنه وفد على الرسول بعد وفاة أخيه "أربد" فأسلم5.
وتجمع روايات أهل الأخبار وعلماء الشعر على إقبال "لبيد" على الإسلام من كل قلبه، وعلى تمسكه بدينه تمسكا شديدا، ولا سيما حينما بدأ يشعر بتأثير وطأة الشيخوخة عليه وبقرب دنو أجله، ويظهر أن شيخوخته قد أبعدته عن المساهمة في الأحداث السياسية التي وقت في أيامه، فابتعد عن السياسة وانزوى في بيته، وابتعد عن الخوض في الأحداث، ولهذا لا نجد في شعره شيئا، ولا فيما روي عنه من أخبار، أنه تحزب لأحد أو خاصم أحدا.
وروي أن "لبيدا" ترك الشعر في الإسلام وانصرف عنه. فلما كتب "عمر" إلى عامله "المغيرة بن شعبة" على الكوفة يقول له: "استنشد من قِبلك من شعراء مصرك ما قالوا في الإسلام"، أرسل إلى "الأغلب" الراجز العجلي، فقال له: أنشدني؟ فقال:
أرجزا تريد أم قصيدا ... لقد طلبت هينا موجودا
ثم أرسل إلى لبيد، فقال: "أنشدني ما قلته في الإسلام"، فكتب سورة البقرة في صحيفة، ثم أتى بها وقال: "أبدلني الله هذا في الإسلام مكان الشعر" فكتب المغيرة بذلك إلى عمر، فنقص من عطاء "الأغلب" خمسمائة وجعلها في عطاء لبيد6. وروي أن "عمر" كتب إلى عامله بالكوفة: سل لبيدا والأغلب