وقد قتل والده وهو صغير السن، فتكفل أعمامه بتربيته. ويرى "بروكلمان" احتمال مجيء "لبيد" إلى هذه الدنيا في حوالي سنة "560م". أما وفاته، فكانت سنة أربعين، وقيل إحدى وأربعين، لما دخل معاوية الكوفة إذ صالح "الحسن بن علي" ونزل "النخيلة"، وقيل إنه مات بالكوفة أيام "الوليد بن عقبة" في خلافة عثمان، وقد رجح "ابن عبد البر" هذه الرواية، وورد أنه توفي سنة نيف وستين1.

وقد عرفت أم "ربيعة بن مالك"، أي والد "لبيد" بـ "أم البنين"، وهي بنت "عمرو بن عامر بن صعصعة"، وكانت تحت "مالك بن جعفر بن كلاب"، فولدت له منه "عامر بن مالك" مُلاعب الأسنة، و"طفيل بن مالك" فارس قُرزل، وهو أبو "عامر بن الطفيل"، و"ربيعة بن مالك" أبا لبيد، وهو ربيع المقترين، و "معاوية بن مالك" معود الحكام "معود الحكماء"، وإنما سمي "معود الحكام" "معود الحكماء" بقوله:

أعود مثلها الحكام بعدي ... إذا ما الحق في الأشياع نابا2

وقيل إنه لما مات دفن في صحراء "بني جعفر بن كلاب" رهطه، وأنه لما قدم الكوفة وأقام بها، رجع بنوه إلى البادية أعرابا3. وروي في خبر أنه مات بالكوفة أيام "الوليد بن عقبة" في خلافة "عثمان"، فبعث "الوليد" إلى منزله عشرين جزورا فنحرت عنه. وقد رجح "ابن عبد البر"، هذه الرواية. وورد في رواية أخرى أنه توفي في عهد "زياد" وفي خلافة معاوية4.

وقد ذكر من ترجم حياته أنه كان فارسا شجاعا سخيًّا، وقد جعله "ابن قتيبة"

طور بواسطة نورين ميديا © 2015