سلمى شعرة، وابناه كعب وبجير شاعران، وأخته الخنساء شاعرة"1. "ومن قدّم زهيرا قال: كان أحسنهم شعرا، وأبعدهم من سخف، وأجمعهم لكثير من المعنى في قليل من المنطق، وأشدهم مبالغة في المدح، وأكثرهم امتثالا في شعره"2. وقيل إن أمدح بيت قالته العرب، هو بيت زهير:
تراه إذا ما جئته متهللا ... كأنك تعطيه الذي أنت سائله
ولزهير قصيدة أولها:
ألا ليت شعري هل يرى الناس ما أرى ... من الأمر أو يبدو لهم ما بدا ليا
يقال إنه قالها لما طلب "كسرى" النعمان بن المنذر، ففر فأتى طيًّا، فسألهم أن يدخلوه جبلهم، فأبوا فلقيه بنو رواحة من عبس، فقالوا له: أقم فينا، فإنا نمنعك مما نمنع منه أنفسنا. فقال: لا طاقة لكم بكسرى، وأثنى عليهم خيرا. وورد أن "الأصمعي" أنكر كون هذه القصيدة لزهير. ونسبها بعضهم "لصرمة بن أبي أنس الأنصاري"، وهي لا تشبه كلام زهير4.
ولزهير شعر سبق به غيره، فأخذه الشعراء منه وضمنوه شعرهم. وقد ذكر العلماء أمثلة على ذلك5. "ويروى أن لزهير سبع قصائد نظم كلا منها في عام كامل، ومن ثم سميت: الحوليات"6.
ومن أولاد زهير بن أبي سلمى، كعب وبجير. وكان "بجير" قد أسلم قبل "كعب". فبلغ ذلك كعبا، فقال شعرا تعرض فيه للرسول فهدر الرسول دمه" فكتب "بجير" إليه شعرا يخوفه فيه ويدعوه إلى الإسلام، فجاء وأسلم7.