لو كان يقعد فوق الشمس من أحد ... قوم لأولهم يوما إذا قعدوا

محسَّدُون على ما كان من نعم ... لا ينزع الله عنهم ما له حسدوا1

وورد في رواية أخرى، أن "عمر" قال لابن عباس: "أنشدني لشاعر الشعراء، الذي لم يعاظل بين القوافي، ولم يتبع وحشي الكلام، قال: من هو يا أمير المؤمنين؟ قال: زهير"2.

وكان زهير أستاذ الحطيئة. وسئل عنه "الحطيئة" فقال: ما رأيت مثله في تكفّيه على أكتاف القوافي، وأخذه بأعنتها، حيث شاء، من اختلاف معانيها، امتداحا وذما. قيل له: ثم من؟ قال: ما أدري، إلا أن تراني مسلنطحا واضعا إحدى رجلي على الأخرى رافعا عقيرتي أعوي في أثر القوافي.

قال أبو عبيدة: يقول من فضل زهيرا على جميع الشعراء: إنه أمدح القوم وأشدهم أسر شعر. قال وسمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: الفرزدق يشبه بزهير. وكان الأصمعي يقول: زهير والحطيئة وأشبههما عبيد الشعر، لأنهم نقحوه ولم يذهبوا به مذهب المطبوعين. قال: وكان زهير يسمي كُبْرَ قصائده الحوليات.

وكان جيد شعره في هرم بن سنان المري. وقال عمر رضي الله عنه لبعض ولد هرم: "أنشدني بعض ما قال فيكم زهير، فأنشده، فقال: لقد كان يقول فيكم فيحسن، فقال: يا أمير المؤمنين إنا كنا نعطيه فنجزل! فقال عمر رضي الله عنه ذهب ما أعطيمتوه وبقي ما أعطاكم3" وقد عيب على "زهير" لأخذه عطايا "هرم بن سنان"، إذ عد أهل الأخبار ذلك نوعا من التكسب بالشعر، وهو مرذول عند العرب4.

وقد قدمه "الأخطل" كذلك، وقال "ابن الأعرابي": "كان لزهير في الشعر ما لم يكن لغيره، كان أبوه شاعرا وهو شاعر وخاله شاعر وأخته

طور بواسطة نورين ميديا © 2015