وروي أن أخته رثته بقولها:
عددنا له ستًّا وعشرين حجة ... فلما توفاها استوى سيدا ضخما
فجعنا به لما رجونا إيابه ... على خير حال لا وليدا ولا قحما1
ورغم قلة ما نسب إلى "طرفة" من الشعر، فقد قدمه علماء الشعر على غيره من الشعراء بأن جعلوا ترتيبه بعد امرئ القيس، ولهذا ثنوا بمعلقته. ذكر "ابن قتيبة" أنه أجود الشعراء قصيدة2. وقد ذكر "ابن سلام" أن معظم شعر "طرفة" قد ضاع حتى لم يبق منه بأيدي المصححين لشعره إلا بقدر عشر قصائد، مع أنه كان من أقدم الفحول، وقد حمل عليه كثير من الشعر3.
وكان في حسب من قومه، جريئا على هجائهم وهجاء غيرهم. وكانت أخته عند "عبد عمرو بن بشر بن مرثد"، كان "عبد عمرو" سيد أهل زمانه، فشكت أخت طرفة شيئا من أمر زوجها إليه، فقال:
ولا عيب فيه غير أن له غنى ... وأن له كشحا إذا قام أهضما
وأن نساء الحي يعكفن حوله ... يقلن عسيب من سرارة ملهما
فبلغ عمرو بن هند الشعر، فأبلغه إلى "عبد عمرو" وهو معه في صيد، فقال "عبد عمرو":أبيت اللعن، الذي قال فيك أشد مما قال في، قال: وقد بلغ من أمره هذا؟ قال نعم. فأرسل إليه، وكتب له إلى عامله بالبحرين فقتله. في قصة منمقة مدونة في أكثر كتب الأدب والأخبار. وقد تعرضت لها في مكان آخر من هذاالكتاب. ويقال إن الذي قتله "المعلى بن حنش العبدي"، والذي تولى قتله بيده "معاوية بن مرة الأيفلي"، حي من طسم وجديس4. وقيل "الربيع بن حوثرة" عامله على البحرين5. وقيل إن قاتله: "عبد هند