الحيرة، ومن المنادمين لأخيه "أبو قابوس". وهو ابن أخت "جرير بن عبد المسيح" المعروف بـ "المتلمس". وقد قال الشعر وهو صغير السن، ومات أبوه وهو وصغير، وأكل أعمامه ماله، وأبوا تقسيمه، فهجاهم، واشتهر بمعلقته التي عاتب فيها ابن عمه "مالكا" لأنه لم يعن أخاه "معبدا" في جمع شتات إبله. وقد قتل بالبحرين على ما يذكره أهل الأخبار في قصص متضارب، اختلف في سبكة الرواة1.
واسم "طرفة" عمرو، وإنما سمي طرفة لقوله:
لا تعجلا بالبكاء اليوم مطرفا ... ولا أميريكما بالدار إذ وقفا
وقيل إن كنيته "أبو عمرو"2. وقد فضل بعض علماء الشعر شعره على شعر سائر الشعراء الجاهليين3.
وكان "طرفة" أحدث الشعراء سنا وأقلهم عمرا، قتل وهو ابن عشرين سنة. فيقال له "ابن العشرين". وقيل بضع وعشرين سنة. وأمه"وردة" من رهط أبيه، وفيها يقول لأخواله وقد ظلموها حقها، بأن يعطوها حقها:
ما تنظرون بمال وردة فيكم ... صغر البنون ورهط وردة غيب4
ويقال إن أول شعر قاله "طرفة" أنه خرج مع عمه في سفر، فنصب فخا، فلما أراد الرحيل قال:
يا لك من قبرة بمعمر ... خلا لك الجو فبيضي واصفري
ونقري ماشئت أن تنقري ... قد رفع الفخ فماذا تحذري
لا بد يوما أن تصادي فاصبري5