ووصف حملته على الأعراب ومطاردته لهم بهذه الكلمات: "في رمضاء البادية وقيظها، حيث لا ترى طيور السماء وحيث لا يرى حمار الوحش ولا الغزال"1؛ وذلك من شدة جدب البادية، وعدم احتمالها الأحياء.

لم تنفع الشدة التي استعملها الآشوريون في القضاء على مقاومة الأعراب شيئًا. فما كاد "آشور بانبال" يشغل نفسه بقتال ملك "عيلام" وحربه في عام "640-641 ق. م." حتى ثارت القبائل العربية على آشور بزعامة "أبيتأ" "أبي يثع" "صلى الله عليه وسلمbijate'" بن "تاري" "Te'ri" الذي تحدثت عنه سابقًا، و"أويتئ" "Uaite'" الثاني، وهو ابن "بير دادا" "رضي الله عنهir عز وجلadda", وأخذت تتحرش ثانية بحدود المقاطعات الآشورية المتصلة بالبادية. ولما أرسل الآشوريون جيوشًا قوية لصد هذه الهجمات، طلبت قبيلة "قيدري" "قيدار" مساعدة "نتنو" ملك "نبتي" "Nabaiti"؛ فلبى الطلب وتحالف معهم، وأخذوا يهاجمون الحدود ومعهم قبيلتا "يسمع" يسمأ" "Isamme'" و"عثتر سمين" "صلى الله عليه وسلمtarsamain". غير أن الجيوش الآشورية تمكنت -مع ذلك كما تدعي كتاباتهم- من الانتصار على "قيدار" وعلى حلفائهم؛ فانتصرت على "Isamme'" وعلى "صلى الله عليه وسلمtarsamain" و"Nabaiti" في موضع في البادية بين "ياركي" "يركي" "Jarki" "أرك" شرق تدمر2، و"أزلة"3 "صلى الله عليه وسلمzalla"، وشتتت شملهم. ثم انتصرت في معركة أخرى على "صلى الله عليه وسلمtarsamain" على "قيدار" وقعت عند "Qurasiti"، وغنمت فيها غنائم كبيرة من الحمير والجمال والأغنام، كما أسرت أصنام "Uaite'" وأمه وزوجته وعددًا كبيرًا من أتباعه4, وأخذوا إلى دمشق، وأسر "أبي يثأ" "صلى الله عليه وسلمbjate'" وشقيقه "أيمو" "صلى الله عليه وسلمimnu" في المعركة التي وقعت عند "خوكريتا"5 "Khukkurina" "Khukruna".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015