أما الملك "Uaite'"، فقد اعتصم مع عدد من أتباعه بالصحراء، غير أن الأمراض والأوبئة التي انتشرت بين أتباعه أكرهته على الذهاب إلى الآشوريين الذين نقلوه إلى نينوي، وعرضوه أمام الملك. وقد عُوقب عقًابا قاسيًا، وعُذِّب عذابًا شديدًا، ثم عفا عنه الملك بعد ذلك غير أنه لم يسمح له بالعودة إلى البادية، حيث أهله وأتباعه ومنازله، ولعله مات في نينوى1.

لقد وردت في أخبار حملات الآشوريين على العرب، أسماء مواضع منها ما يمكن التعرف عليه، ومنها ما ليس في الإمكان تشخيصه الآن، وقد تحدثت عن بعضها. ويرى بعض العلماء أن موضع "أزريلو" "صلى الله عليه وسلمzarilu" المذكور في أخبار انتصارات "آشور بانبال" على العرب، هو موضع يقع في بادية الشام2. وأما لفظة "أدومة" "Udume" فيرى "موسل" أنها تعني "إدوم" "صلى الله عليه وسلمdom" أرض "الأدوميين" من ذرية "عيسو بن إسحاق" على رواية التوراة, وهم شعب استوطن في الأصل جبل "سعير"3، ثم توسع فسكن في منطقة شملت كل تخوم كنعان الجنوبية من البحر الميت إلى الخليج الشرقي للبحر الأحمر، ومن ضمنها جبل "سعير"4. وقد كان الأدوميون من أعداء العبرانيين.

ولما زاحم النبط الأدوميين على أرضهم، زحفوا نحو الشمال فسكنوا في "اليهودية" "judah"، وتوسعوا حتى تجاوزوا شمال "حبرون"؛ ولذلك دعيت هذه المنطقة باسم "الأدومية"5 "Idumaea". وذكر المؤرخ اليهودي "يوسفوس" أن من أصنامهم صنمًا يدعى6 "Koze"، ويذكرنا اسم هذا الصنم باسم الصنم "قزاح"، وهو صنم كان يعبد على مقربة من مكة7.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015