ومن أمثاله السائرة قوله:
من يسأل الناس يحرموه ... وسائل الله لا يخيب
وكل ذي غيبة يئوب ... وغائب الموت لا يئوب
وقوله:
الخير يبقى وإن طال الزمانُ به ... والشر أخبث ما أوعيت من زاد
وقوله:
الخير لا يأتي على عجلٍ ... والشر يسبق سيله مطره1
ويعد "عبيد" في جملة المعمرين، فقد جعل "ابن قتيبة" عمره أكثر من ثلاثمائة سنة2، وجعل "السجستاني" عمره مائتي سنة وعشرين، ويقال بل ثلاثمائة سنة3. ولتأييد رأيهم في أنه عاش هذا العمر حقًّا، أوجدوا شعرا زعموا أنه قاله، هو:
ولتأتينْ بعدي قرون جمة ... ترعى محارم أيكة ولدودا
فالشمس طالعة وليل كاسف ... والنجم يجري انحسار سعودا
حتى يقال لمن تعرق دهره ... يا ذا الزمانة هل رأيت عبيدا
مائتي زمان كامل وبضعة ... عشرين عشت معمرا محمودا
أدركت أول ملك نصر ناشئا ... وبناء شداد وكان أبيدا
وطلبت ذا القرنين حتى فاتني ... ركضا وكدت بأن أري داودا
ما تبتغي من بعد هذا عيشة ... إلا الخلود ولن تنال خلودا
وليَفنين هذا وذاك كلاهما ... إلا الإله ووجهه المعبودا4
وهو شعر يجعل عمر "عبيد" أكثر من ألف عام، لا مائتي سنة وعشرين