وكان قد أغار في "بني العنبر" "عائذة" حلفاء لبني "أبي ربيعة بن ذهل"، فرماه "حمصيصة بن شراحيل" الشيباني، فقتله. وهو القائل:
أوكلما وردت عكاظَ قبيلةٌ ... بعثوا إليّ عريفهم يتوسم1
مفتخرا بشجاعته على أعدائه وعلي الذين كانوا يتعقبون خطاه لقتله، أخذا بالثأر منه.
و"الأسود بن يعفر بن عبد القيس بن نهشل" النهشلي، من الشعراء المتقدمين في الجاهلية. وهو تميمي دارمي، وقد عدّت قصيدته التي أولها:
نام الخلي وما أحس رقادي ... والهم محتضر لدي وسادي
من أجود الشعر ومن مختار أشعار العرب. وقد عده "ابن سلام" في الطبقة الثانية من طبقات الشعراء2. وقد عرف بـ "ذي الآثار"، لما كان يتركه هجاؤه من أثر في المهجوين3. وقد وردت في قصيدته المذكورة شواهد نحوية وردت في كتب الشواهد، وتعد القصيدة من مختار أشعار العرب وحكمها المأثورة. وكان ينادم "النعمان بن المنذر"، وابنه الجرّاح وأخوه حطائط شاعران4، وكان يكنى بابنه، فعرف بـ "أبي الجرّاح"5.
ومن شعره قوله:
ومن الحوادث لا أبا لك أنني ... ضُرِبَت عليّ الأرض بالأسداد
لا أهتدي فيها لمدفع تلعة ... بين العذيب وبين أرض مراد
وفيها يقول:
ماذا أؤمل بعد آل محرق ... تركوا منازلهم وبعد إياد