أهل الخورنق والسدير وبارق ... والقصر ذي الشرفات من سنداد

نزلوا بأنقمة يسيل عليهم ... ماء الفرات يجيء من أطواد

أرض تخيرها لطيب مقيلها ... كعب بن مامة وأبن أم دواد

جرت الرياح على محلّ ديارهم ... فكأنما كانوا على ميعاد

فإذا النعيم وكل ما يلهى به ... يوما يصير إلى بلى ونفاد1

وهو جيد العبارة، ليس بالمكثر، ينزع في شعره إلى الحكمة. يكثر التنقل في العرب، يجاورهم فيذم ويحمد2.

ومن شعر "حطائط" قوله:

أريني جوادا مات هزلا لعلني ... أري ما ترين أو بخيلا مخلدا

ذريني أكن للمال ربًّا ولا يكن ... لي المال ربا تحمدي غبه غدا

ذريني يكن مالي لعرضي وقاية ... ففي المال عرضي قبل أن يتبددا3

والشاعر "عمرو بن قميئة بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة"، وقيل: "عمرو بن قميئة بن ذريح بن سعد بن مالك"، ويكنى "أبا كعب"، هو من "بني سعد بن مالك"، رهط "طرفة بن العبد" وهو من "بني قيس بن ثعلبة". وكان في عصر "مهلهل بن ربيعة". وقد نعت بأنه قديم جاهلي. وتزعم "بكر"، أنه أول من قال الشعر وقصد القصيد، وذكر أنه كان أول من بكى على شبابه. وكان مع "حجر" أبي "امرئ القيس"، فلما خرج "امرؤ القيس" إلى بلاد الروم يستمد قيصر على بني أسد، استصحبه، فمات في سفره ذلك، فسمته "بكر" "عمرا الضائع". وإياه عنى امرؤ القيس بقوله:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015