و "سلامة بن جندل" من شعراء تميم، ويظهر من قصيدة رثا بها "النعمان أبا قابوس" أنه عاش بعده. قال عنه "ابن قتيبة": هو شاعر جاهلي قديم من فرسان تميم المعدودين. وأخوه "أحمر بن جندل" من الشعراء والفرسان. وكان "عمرو بن كلثوم" أغار على حي من بني سعد بن زيد مناة، فأصاب منهم، وكان فيمن أصاب "أحمر بن جندل"1. ويدل شعره في رثاء "النعمان" أنه مات في عهد قريب من الإسلام. وله ديوان صغير مطبوع، أكثره في الحماسة والفخر، مع شيء جميل من الوصف والتشبيه2.
ومن قوله في الشيب:
ولّى الشباب وهذا الشيب يطلبه ... لو كان يدركه ركض اليعاقيب3
ومن شعره قوله:
ليس بأسفى ولا أقنى ولا سفل ... يعطي دواء قفي السكن مربوب4
وكان أحد من يصف الخيل، فيحسن، وأجود شعره قصيدته التي أولها:
أودي الشباب حميدا ذو التعاجيب ... ولى وذلك شأو غير مطلوب5
وقد زعم "آلورد" أنه أسلم، "لأنه ذكر اسم الله: الرحمن. وهذا بعيد الاحتمال. كما ظنه لويس شيخو من أنه كان نصرانيا"6. وقد طبع "شيخو" ديوانه في بيروت سنة "1910".
و"طريف بن تميم" العنبري، من الشعراء الفرسان، وكانت الفرسان لا تشهد عكاظ إلا مبرقعة مخافة الثؤرة، وكان طريف لا يتبرقع كما يتبرقعون،