ولا حزن، استمده من تلك الجزيرة المسالمة الواقعة في الخليج1.

ويحدثنا نص كُتب عن فتوحات "لوكال، زكه، سي" "Lugal – Zagge – Si" "2400-2371 ق. م."، وهو من رجال السلالة الثالثة من ملوك "الوركاء" "Uruk"، أن فتوحاته كانت قد امتدت من "البحر الأسفل" "الخليج العربي" إلى "البحر الأعلى" "Upper Sea"، أي: البحر المتوسط, ومعنى هذا: أن حكمه كان قد شمل الخليج العربي2.

وفي أخبار "سرجون" الأكدي، المعروف بـ"شروكين" "Sharru – Kin" "3371-2361 ق. م"، أي: العادل، أن فتوحاته بلغت "البحر الجنوبي" "البحر التحتاني" "البحر الأسفل"، أي الخليج العربي، وأنه استولى على مواضع منه3. و"سرجون" هو أقدم ملك أكدي، يقص علينا خبر وصول الأكديين إلى تلك الجهات.

ويلاحظ أن قدماء العراقيين كانوا يطلقون على البحر المتوسط "البحر الأعلى"، وعلى الخليج العربي "البحر الجنوبي" "4The Lower Sea. وذهب بعض العلماء إلى أن المراد من "البحر الأعلى" بحيرة "وان"5.

وقد أرسل الملك الأكدي "منشتوسو" "Manishtusu" "2306-2292 ق. م" حملة عسكرية بحرية، يظهر أنها ركبت السفن من الجزء الجنوبي الغربي من إيران من "شريكم" "Shirikum"، فعبرت الخليج "البحر الأسفل" إلى الساحل المقابل، أي: الساحل الشرقي لجزيرة العرب. ولما وصلت سفنه الساحل، تجمع ملوك "المدن"، وبلغ عددهم "32" ملكًا، وقرروا محاربة جنوده، غير أن جنوده انتصروا -كما يقول ملك أكد- على جنود ملوك المدن، واندحر أهل الساحل، واضطروا إلى الاستسلام والخضوع، وسلمت تلك المدن له, وبذلك فرض سلطان "أكد" عليها إلى موضع "مناجم الفضة". وقد استولى على الجبال جنوب "البحر الأسفل"، وأخذ ما وجد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015