ورووا أن "سويد بن الصامت"، صاحب صحيفة لقمان، كان ممن أعجب بالقرآن ورووا أن "جبير بن مطعم بن عديّ بن نوفل"، وكان من أكابر قريش ومن علماء النسب، قدم على النبيّ، فسمعه يقرأ "الطور"، فأثرت القراءة فيه، وقد أسلم فيما بعد، بين الحديبية والفتح، وقيل: في الفتح1.
والفصاحة في معنى البلاغة، فهي مرادف لها في الاستعمال. والفصيح هو البين في اللسان والبلاغة، ولسان فصيح، أي: طلق2. وقد اشتهر "قس بن ساعدة الإيادي" في الفصاحة حتى ضرب به المثل فيها، فقيل: أفصح من قس وأنطق من قس3، وأبين من قس، أي: أفصح4، وأبلغ من قس وقد ذكره "الأعشى" بقوله:
وأبلغ من قسّ وأجرأ من الذي ... بذي الغيل من خفان أصبح خادرًا
كما ذكره الحطيئة بقوله:
وأبلغ من قس وأمضى إذا مضى ... من الريح إذ مسّ النفوس نكالها5
ونسبوا إلى "قس" قوله ينصح ولده: "إنّ المِعا تكفيه البقلة. وترويه المذقة، ومن عيّرك شيئًا ففيه مثله، ومن ظلمك وجد من يظلمه، ومتى عدلت على نفسك عَدَل عليك من فوقك، وإذا نَهَيْتَ عن شيء فإنْهَ نفسك، ولا تجمع ما لا تأكل، ولا تأكل ما لا تحتاج إليه، وإذا ادخرت فلا يكونَنَّ كنزك إلا فعلك. وكن عف العيلة، مشترك الغنى، تسد قومك. ولا تشاورن مشغولًا وإن كان حازمًا، ولا جائعًا، وإن كان فهمًا، ولا مذعورًا وإن كان ناصحًا ولا تضعنّ في عنقك طوقًا لا يمكنك نزعه إلا بشق نفسك. وإذا خاصمت فاعدل،