عليّ الكهانة. قالوا: فهذا سحر الأولين اكتتبه. قال: لا أدري إن كان شيئًا فعسى هو إذا سحر يؤثر"1، أو أنه قال أشياء أخرى من هذا القبيل، اتفقت في المعنى والمقصد، واختلفت في العبارات.
كما روي أن قومًا من قريش ومن غيرهم، أسلموا بتأثير بيان القرآن عليهم، فقد روي أن "عمر بن الخطاب" أسلم على ما يقال حين سمع القرآن. روي عنه أنه قال: "خرجت أتعرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجدته قد سبقني إلى المسجد، فقمت خلفه، فاستفتح سورة الحاقة، فجعلت أتعجب من تأليف القرآن. فقلت: هذا والله شاعر، كما قالت قريش. فقرأ: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ، وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ} فقلت: كاهن. قال: {وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} حتى ختم السورة. قال: فوقع الإسلام في قلبي كل موقع"2. وهي رواية تخالف ما جاء في خبر إسلامه، من أنه كان قد خرج يريد قتل الرسول، فتلقاه "نعيم بن عبد الله" النحّام، وكان من المسلمين، فقال له: أين تريد يا عمر؟ فقال له: "أريد محمدًا هذا الصابئ الذي فرق أمر قريش وسفّه أحلامها، وعاب دينها وسب آلهتها، فأقتله"، فقال له "نعيم": "أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم؟ قال: وأي أهل بيتي؟ قال: ختنك وابن عمك سعيد بن زيد بن عمرو وأختك فاطمة بنت الخطّاب، فقد والله أسلما وتابعا محمدًا على دينه فعليك بهما"، فرجع عمر عامدًا إلى أخته وختنه وعندهما "خباب بن الأرت" معه صحيفة فيها "طه" يقرئها إياها، فلما سمعو حس عمر، أخذت "فاطمة" الصحيفة. فلما دخل "عمر"، قال: ما هذه الهينمة التي سمعت؟ قالا: ما سمعت شيئًا، ثم قال لأخته: أعطني هذه الصحيفة التي سمعتكم تقرأونها أنظر ما هذا الذي جاء به محمد.
فأبت أخته إعطاءها إلا أن يغتسل، فاغتسل عمر، فأعطته الصحيفة وفيها "طه" فقرأها وتأثر بها فأسلم3.