المشركين، فوقع أسيرًا، ولما كان الرسول بالصفراء أو الأثيل، أمر بقتله، فقتل1.
وقد نسب بعض أهل الأخبار "النضر بن الحارث" على هذه الصورة: "النضر بن الحارث بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار"2، وقالوا: إنه من أشراف قريش وأسيادها، وكان من مطعمي "بني عبد الدار"3، ونصوا أنه "كان من كفار قريش شديد العداوة لرسول الله"4، وأنه كان ابن خالة الرسول، ولهذا فلا يمكن أن يكون هذا النضر ابنًا للحارث بن كلدة الثقفي، الذي هو "الحارث بن كلدة بن عمرو بن علاج" على رواية من ضبط نسبه من أهل الأخبار5. ثم إن "الحارث بن كلدة الثقفي"، لم يخلف إلا ابنة يقال لها: أزدة، على ما ذكره "أبو عبيدة"6، لذلك فلا يمكن أن يكون "النضر بن الحارث" ابنًا له، كما ذهب إلى ذلك "ابن أبي أصبيعة" وغيره7، لا سيما وأن "ابن أبي أصبيعة" نفسه قد جعله في عداد المشركين من قريش الذين آذوا الرسول، وذكر أنه ابن خالة النبي، وأنه آذاه وساهم مع المشركين في معركة بدر، فأسر. وأن أخته "قتيلة" قد رثته بشعر دوّنه، كما دوّنه غيره8.
وما دوّنه عنه، دوّنه غيره من ترجمة "النضر بن الحارث بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار" القرشي، وتجده مذكورًا مع شعر الرثاء في كتاب "نسب قريش"