وقال آخر:
وأكذب من عرقوب يثرب لهجةً ... وأبين شؤمًا في الحوائج من زُحل1
وذكر أن اسمه "عرقوب بن صخر"، أو "عرقوب بن معبد "معيد" بن أسد"، رجل من العمالقة على القول الأول. قاله ابن الكلبي، وعلى القول الثاني، فهو رجل من "بني عبد شمس بن سعد"، وقيل: إنه كان من الأوس. كان أكذب أهل زمانه، ضربت به العرب المثل في الخلف، فقالوا: مواعيد عرقوب2.
ومن الأمثال القديمة: صحيفة المتلمس، روي أن الرسول كتب كتابًا لعيينة بن حصن، فلما أخذه، قال: "يا محمد أتراني حاملًا إلى قومي كتابًا كصحيفة المتلمس". هي إحدى الصحيفتين اللتين كتبهما "عمرو بن هند" لطرفة والمتلمس، إلى عامله بالبحرين في إهلاكهما، وخيّلهما أنهما كتابا جائزة، فنجّى المتلمس عملُه على الخرم وهربُه إلى الشأم، وسارت صحيفته مثلًا في كل كتاب يحمله صاحبه يرجو منه خيرًا وفيه ما يسوءه3.
ومن الأمثلة القديمة "عنقاء مغرب"، والمثل به، "طارت به عنقاء مُغرِبٌ" زعموا أنه طائر كان على عهد "حنظلة بن صفوان الحميري" نبي أهل الرس عظيم العنق، وقيل: كان في عنقه بياض ولذلك سُمي عنقاء، اختطف غلامًا فأغرب به، ولذلك سُمي المغرب، فدعا عليه حنظلة فرمي بصاعقة. وقد ذكر المثل في الشعر4.
ومن الأمثال الجاهلية الحية التي لا تزال ترزق، المثل: "تسمع بالمعيدي خيرٌ من أن تراه". يضرب مثلًا لمن خبره خير من مرآه. ذكر "ابن الكلبي" أن هذا المثل ضُرب "للصقعب بن عمرو" النهدي. قاله له النعمان بن المنذر وقال "المفضل": المثل للمنذر بن ماء السماء، قاله لشقة بن ضمرة سمع بذكره، فلما رآه اقتحمته عينه فقال: تسمع بالمعيدي خير من أن تراه، فأرسلها مثلًا