وأن يحفظه في صاغيته بالمدينة، وكتبا هذه المكاتبة في كتاب1.

وترد لفظة "كتاب" بمعنى إعلان وإحقاق حق، كالذي ورد في خبر "رؤيا" "عاتكة بنت عبد المطلب"، عن مصير معركة "بدر"، وقول قريش للعباس: "يا بني عبد المطلب! أما رضيتم أن يتنبأ رجالكم حتى تتنبأ نساؤكم! قد زعمت عاتكة في رؤياها أنه قال: انفروا من ثلاث، فسنتربص بكم هذه الثلاث، فإن يك حقًّا ما تقول فسيكون، وإن تمض الثلاث ولم يكن من ذلك شيء، نكتب عليكم كتابًا أنكم أكذب أهل بيت في العرب"2.

ويعبر عن الكتابة بالخط، وتعني لفظة خطَّ، كتب. في القرآن الكريم: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ} 3. وقد عبر عنها بالقلم كذلك، فقيل: القلم العربي، والقلم الحميري. ويراد بالقلم الحميري المسند، ويقولون له: الخط المسند كذلك. وقد بقي ناس من أهل اليمن يكتبون به في الإسلام4. وقد وردت لفظة "هخطط"، أي: الخط والرسم، في النصوص الصفوية5. وهذا يدل على أن هذه اللفظة هي من الألفاظ التي كان يستعملها العرب الشماليون. والهاء في "هخطط" أداة التعريف "ال" في عربيتنا.

وتعبر كلمة "سطر" عن معنى خط وكتب. و"السطر" الخط والكتابة. ووردت لفظة "يسطرون" في القرآن الكريم في سورة "ن" بمعنى يكتبون6. ووردت لفظة "سطر" في نص "أبرهة" بهذا المعنى أيضًا. كما نجدها في نصوص عربية جنوبية أخرى، مما يدل على ورودها في اللهجات العربية الجنوبية كذلك. وتقابلها لفظة "سرتو" Serto" و"سورتو" Sourto من الفعل "سرت" Srat في الإرمية. ومن هنا ذهب بعض الباحثين في الإرمية إلى أن "سطر" العربية هي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015